تكبير الخط تصغير الخط

لم يحدث كمين الشجاعية من عدم فهي متوغرة في دحر هذا الإحتلال الإسرائيلي منذ 2014 الذي مني بخسارة كبيرة له وادى لمقتل ضابط لواء غولاني وأسر ضابط أخر هو شاؤول آرون ، فاشتهد عدد كبير من الاطفال والنساء والرجال وقصفت المراكز التحتية والمستوصفات والمنازل .

يعرف بانه حي عنيد جدا وعصي عند الدخول له ، سمي باسم شجاع الكردي الذي استشهد في معركة غزة الكبرى بين الأيوبيين والصلبيين عام 1239ميلادي ،وكانت قناة الجزيرة قد اعدت تقريرا لهذا الحي وفي هذا التقرير ذكر أن نسبة الإنجاب في الشجاعية تقدر من بين الأعلى في العالم إذ يبلغ معدل الأسرة الواحدة بين 8 أفراد و16 فردا ويستقبل الحي 10 الاف مولود جديد كل عام.

اعتبره الكيان الإسرائيل ياليوم الصعب وإعتبرته وسائل إعلام عبرية بالضربة المؤلمة فقد أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 10 ضباط في لواء غولاني من بينهم قائد الكتيبة ، يعرف فرقة لواء غولاني  بالرقم 1 ويطلق عليه ايضا النخبة أسس في 1948 وشارك في عدة معارك ضد الجيوش العربية وفي العدوان الثلاثي وفي حرب 2006 ، وإعتبرته الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية بالرقم الصعب هزيمته في ( إسرائيل).

جنين والشجاعية رمزا فلسطين لم ينشأ هذا الترابط من فراغ ، ففي كل مدينة يكمن اسم فلسطين يبتعدان في محيطهما الجغرافي ويقتربان في تاريخ الذي انشأت فيه المقاومة ويشتد ذلك التأثير حسب المحيط ألا وهو فلسطين .

لم تحتمل مدينة في الدنيا مثل تحملته غزة في تاريخها المعاصر من الهجمات البربرية والمتوحشة والدموية من الجيش الإسرائيلي وكان نياتها  الدفاع عن الضفة والخليل والقدس وحتى خوض معركة طوفان الأقصى عن كل العرب والأحرار.

جنين مدينة تقع في شمال الضفة الغربية ، تعتبر تاريخيا من مثلثات الموت في الضفة بالإضافة الى نابلس والخليل ، تبعد عن القدس مساحة 75 كيلومتر الى الشمال تحد جنين غور الاردن من ناحية الشرق وسرج بن عامر الى جهة الشمال.

في يوم الخميس استشهد ثلاث شبان فلسطنيين جراء قصف اسرائيلي استهدف الحي الشرقي في مدينة جنين بحسبب ماذكره الهلال الاحمر الفلسطيني.

ففي الوقت التي كانت فيه الولايات المتحدة تدعي فيها قتال حماس بذريعة الإرهاب فهي كذلك تقدم الصفقات تلو الأخرى  وكانت تمد اليد اليمنى لتقوية دفاعات الكيان الإسرائيلي الجوية والبرية حيث تقدم لها الدعم المادي إضافة للدعم المعنوي  في تشجيع سياسيتها الإستطانية والإحتلالية بالمنطقة.

مما لاشك فيه أن جنين وغزة شواهد لهذا العالم الذي إعتبرهما  هما خطا المقاومة ، فهذا الإحتلال النازي الذي لايميز بين إنسان وحجر ، والدمار الذي شهدته غزة  لم يسبق أن كان في المدن الألمانية وهو ماوصفه جوزيف بوريل مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأروبي :"الدمار اللاحق بالأبنية في غزة أكبر نوعاً ما من الدمار الذي لحق بالمدن الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية" ، وجنين كذلك فالشارع التي قتلت فيه شيرين أبو عاقلة جرفته الجرفات الإسرائيلية لان المعركة في جنين  هي معركة مصغرة من طوفان الاقصى وهي معركة إستيقاظ على العدوان في الضفة الغربية وضد رضوخ أجهزة السلطة للكيان الإسرائيلي. ولم تعلن غزة مقاومتها إلا بعد ما تأخر الحكام العرب في نصرتها وهاهم يدفعون فاتورة الصمت والخذلان فضلا عن التأمر والخيانة ويبدو أن هذا الالتزام سيضل قائما للأبد مالم يراجع العرب نهجهم وان معركة طوفان الأقصى قادرة على قلب موازين القوى في الشرق الأوسط نحو تحرير فلسطين والأراضي المحتلة مالم يتحركوا لوقف نزيف الدم سواء في الضفة أو غزة .