- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصطفى محمد أبو السعود يكتب: نعم.. إنها الجولة الأخيرة
مصطفى محمد أبو السعود يكتب: نعم.. إنها الجولة الأخيرة
- 2 نوفمبر 2024, 10:09:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أسدل الزمن الستار عن العام الأول للحرب الصهيونية على غزة، لم تكسب إسرائيل الجولة، ولم ترفع غزة الراية البيضاء، ولا زال السجال مستمرًا كأننا في أول الأيام.
أن لا تكسب إسرائيل الجولة رغم الدعم اللامتناهي من قوى الشر العالمية، فهذا أمر مثير للغرابة، لأن ما من دولة في الغرب إلا وفتحت أبواب مخازنها العسكرية أمام إسرائيل، وقالت لها "هيت لك"، ثم "اقتلوهم حيث ثقفتموهم".
أما ألا ترفع غزة الراية البيضاء مستسلمة، فهذا الأكثر غرابة وإعجابًا، ترى لماذا؟ إنها معية الله، ثم إنهم فتية أحفاد قوم جبارين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى وقوة، بينما العالم العربي والإسلامي ينظر للأحداث وكأنها لعبة "بابجي" وينتظر النتائج.
معركة الطوفان في العرف النضالي الثوري مرحلة من مراحل النضال، الذي هو في أصله مراحل تراكمية يبني بعضها على بعض، ثم لم تكن غزة الوحيدة التي قدمت التضحيات في سبيل الحرية والانعتاق، ومن لا يدري فليقرأ نماذج من ثورات التحرر العربية والعالمية.
صحيح أن العدوان الذي شنه الاحتلال على غزة ولا يزال، قد فاق كل التصورات من حيث البشاعة والإجرام، لكن عزاءنا أن هذا هو ديدن الغزاة الطغاة عبر التاريخ، القتل والتدمير لكل من يخالفهم، ثم إن التاريخ يعلمنا أن الغزاة الطغاة لا يقدمون الورود للشعوب التي يحتلونها، بل يدمرونها بلا رحمة، ولنا في بطن التاريخ شواهد لا تعد ولا تحصى.
في مقال كتبه الدكتور الزميل أدهم الشرقاوي بعنوان "كأنها الجولة الأخيرة"، ذكر توقعه بأن هذه الجولة هي الأخيرة مع العدو، ذاكرًا حال الطغاة الذين ظنوا أنهم قد بلغوا من القوة والمال ما يجعلهم خارج فكرة الزوال والانهيار، فظنوا أن مانعتهم حصونهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فمات فرعون غرقًا، والنمرود قتلته ذبابة، وغيرهم كثر.
أتفق معه بأن هذه الجولة، إن كان هو يشبهها بـ"كأنها الجولة الأخيرة"، فأنا أقول إنها الجولة الأخيرة إن شاء الله، وأذكر ما أسند به رأيي:
فقد جاء في القرآن ما سمي بمرحلة العلو لبني إسرائيل، فهم الآن يمارسون حقدهم دون أي اعتبار لأحد، مستخدمين كل أنواع الإجرام.
تتقاطع روايات كثيرة بأن زوال الكيان سيكون في الربع الأول من القرن 21، فقد توقع الشيخ الشهيد أحمد ياسين بزوال الكيان في الربع الأول وحتى سنة 2027، مستندًا بذلك إلى أن اليهود تاهوا في سيناء مدة أربعين عامًا، وهذه المدة يتغير فيها جيل إلى جيل، ولو أسقطنا هذا الرأي على تاريخ احتلال فلسطين عام 1948 وزدنا أربعين عامًا، سنصل إلى 1988، ثم نضيف 40 عامًا لنصل إلى 2028.
ترامب في أحد خطاباته الانتخابية قال: إذا فازت كاميلا هاريس في الانتخابات الأمريكية، فإن إسرائيل ستزول خلال عام أو عامين، وأن يتطرق ترامب، الرئيس السابق والمرشح الحالي لرئاسة أكبر دولة داعمة لإسرائيل، لهذه المسألة، فهذا لا يجب أن يمر مرور الكرام أو لا يمكن اعتباره زلة لسان.
نتنياهو قبل عدة سنوات قال في ندوة عقدها في بيته، بأن أكبر دولة يهودية عمرت في التاريخ بلغ عمرها 76 عامًا، وهي دولة الحشمونيين، وهو يسعى لأن تبلغ إسرائيل أكبر من ذلك وتتجاوز لعنة العقد الثامن.
ذكر المفكر الإسلامي الراحل محمد الراشد في أحد كتبه أن أمه ذهبت لجارتهم اليهودية إبّان تأسيس دولة الاحتلال عام 1948 فوجدتها تبكي، فسألتها عن سر البكاء، فقالت: إن هذه الدولة هي بداية نهاية اليهود.
قرأت أنه جاء في التوراة أن نهاية دولة اليهود ستكون على يد شخص يعني اسمه بالعبرية "عطاء الله أو عطية الله"، والسيد نتنياهو هو ذلك الشخص.
استخدام نتنياهو لمصطلح "وجود إسرائيل" كثيرًا، وكأنه تعبير عن خوف وقلق ينتابه ويحاول تأجيل حدوثه.
الشواهد الميدانية:
- انكشاف حقيقة اليهود عند كل العالم بأنهم قتلة ومجرمون.
- موجة هجرة غير مسبوقة من الكيان إلى خارجه.
- انهيار اقتصادي واجتماعي داخل الكيان بشكل جنوني.
- عدم قدرتهم على حسم أي معركة سواء في غزة أو لبنان أو العراق أو اليمن أو إيران.
- القدرات القتالية الهائلة التي تتمتع بها المقاومة على كافة الجبهات.
والذي يبدو لي في المشهد:
- استمرار العدوان على غزة حتى نهاية عام 2026، لكن ليس بنفس الوتيرة التي بدأت بها والتي هي عليها الآن، بمعنى أدق: سيبقى وضع غزة معلقًا، ليس حربًا مستمرة، وليس سلامًا تامًا، خاصة بعد استشهاد القائد يحيى السنوار.
- استمرار العدوان على لبنان بوتيرة متدرجة، بحيث يخلق هذا الاستمرار حالة من عدم الاستقرار، خاصة بعد اغتيال قيادة حزب الله.
- فتح جبهة اليمن والعراق لعرقلة قدرات جبهات المساندة لغزة، بعدة طرق مباشرة من خلال القصف والاغتيال، أو من خلال أمريكا والمجتمع الدولي لكبح جماح الحوثيين.
- تصريح ترامب بأنه في حالة فوزه بالرئاسة، سيسعى لتنفيذ وعد الرب بضم الأردن إلى إسرائيل، وهذا يعني فتح جبهة الأردن التي بدأت بوادرها بعمليات فردية نفذها عدة شباب نشامى.
إجمالًا، ورغم تعقيدات المشهد التي تؤكد بأن إدارة المعركة خرجت من يد العبد، وتولاها رب العباد المخلصين المؤمنين بحتمية زوال الغدة السرطانية، فإن المعركة في ساعاتها الأخيرة، وسنلتقي بك يا دكتور أدهم شرقاوي في ساحات المسجد الأقصى، ونعلن "نعم... لقد كانت الجولة الأخيرة".