- ℃ 11 تركيا
- 11 يناير 2025
الداعية خالد سعد يكتب: الطغيان الأمريكي وآيات الله في الانتقام من الأمم المستكبرة
الداعية خالد سعد يكتب: الطغيان الأمريكي وآيات الله في الانتقام من الأمم المستكبرة
- 11 يناير 2025, 11:05:56 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على مر التاريخ، ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الجرائم المروعة ضد الشعوب والأمم المستضعفة. منذ نشأتها، جعلت أمريكا نفسها سيدًا متجبرًا يتحكم في مصائر الدول، مستخدمة قوتها العسكرية والتكنولوجية لإبادة الأبرياء، ونهب الثروات، وإشاعة الفوضى. إلا أن سنن الله في الكون تُثبت أن مصير كل طاغية هو الفناء، وأن الظلم لا يدوم، مهما بدا للطغاة أنهم بمنأى عن العقاب. قال الله تعالى: "ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" (إبراهيم: 42).
سجل أسود من الجرائم الأمريكية
فيتنام: حرب النار والدمار
في القرن العشرين، شنت أمريكا حربًا وحشية على فيتنام، دمرت فيها القرى والمدن، واستخدمت أسلحة كيماوية محرّمة دوليًا مثل "العامل البرتقالي"، الذي تسبب في قتل الملايين وتشويه أجيال بأكملها. هذه الحرب خلّفت إرثًا من الدمار البيئي والإنساني، يُظهر الوجه الحقيقي لوحشية الطغيان الأمريكي.
هيروشيما و ناجازاكي: الكارثة النووية
خلال الحرب العالمية الثانية، ألقت أمريكا قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200,000 إنسان، بالإضافة إلى تدمير مدن بأكملها وتحويلها إلى رماد. هذه الجريمة كانت شاهدًا على استهتار أمريكا بأرواح البشر وسعيها لتحقيق الهيمنة بأي ثمن.
العراق: احتلال وقتل وتشريد
في عام 2003، اجتاحت أمريكا العراق بحجة البحث عن أسلحة دمار شامل لم تُعثر عليها قط. أسفر الاحتلال عن مقتل أكثر من مليون عراقي، وتدمير البنية التحتية بالكامل، ونهب موارد البلاد، وإشعال الحروب الطائفية التي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
فلسطين وغزة: دعم الاحتلال وظلم الأبرياء
منذ تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لم تتوقف أمريكا عن دعمه ماليًا وعسكريًا. كانت آخر جرائمها دعم العدوان على غزة، حيث دُمّرت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وقُتلت عائلات بأكملها. أمريكا، بلا شك، شريكة في كل قطرة دم فلسطينية أريقت ظلمًا.
---
الحرائق والكوارث: آيات من الله في انتقامه من الطغاة
رغم جبروت أمريكا وقوتها العسكرية والتكنولوجية، يُظهر الله ضعفها أمام الكوارث الطبيعية التي تضربها بلا رحمة، من أعاصير وزلازل وحرائق، وكأنها رسائل تذكير من الخالق بضعف الإنسان مهما بلغ جبروته.
حرائق لوس أنجلوس ونيويورك: الكارثة المستمرة
تشهد الولايات المتحدة في الوقت الحالي موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات التي بدأت في لوس أنجلوس وامتدت إلى نيويورك. هذه الحرائق التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والمنازل، وأدت إلى نزوح الآلاف من السكان. قُدّرت الخسائر الأولية لهذه الحرائق بحوالي 80 مليار دولار، مع توقعات بارتفاع الرقم مع استمرار النيران.
الأسباب والتداعيات
تعود أسباب هذه الحرائق إلى موجات الجفاف الشديدة، وارتفاع درجات الحرارة، والرياح العاتية التي جعلت السيطرة على النيران شبه مستحيلة. ورغم التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها أمريكا، إلا أن فرق الإطفاء فشلت حتى الآن في احتواء هذه الكارثة.
الأعاصير والزلازل: رسائل السماء
شهدت أمريكا خلال السنوات الماضية أعاصير مدمرة مثل "كاترينا" و"ساندي"، وزلازل عنيفة تسببت في خسائر بشرية ومادية هائلة. هذه الكوارث تذكير بأن القوة الحقيقية بيد الله وحده، وأن التكنولوجيا التي يتفاخر بها البشر عاجزة أمام إرادة الخالق.
الأوبئة: فيروس صغير يهزم قوة عظمى
---
توعد ترامب الشرق بالجحيم فجاءه الجحيم
لطالما عُرف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخطاباته الاستعلائية والوعيد المتكرر للأمم والشعوب المستضعفة. فقد أعلن في أكثر من مناسبة عن دعمه المطلق للكيان الصهيوني، وسعى بكل جرأة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، متحديًا مشاعر ملياري مسلم تقريبا حول العالم. كما توعد دول الشرق الأوسط بالجحيم والدمار، مستخدمًا أسلوبه العدائي لتخويف الشعوب وإرهابها.
لكن سنن الله في الكون لا تتغير، ولا يُمهل الله الطغاة إلا لحكمة يعلمها. فجاء الجحيم إلى أمريكا نفسها، لتكون الرسالة واضحة أن الله وحده هو القادر على قهر الجبابرة والمستكبرين. فقد شهدت أمريكا في عهده كوارث طبيعية مدمرة، من أعاصير وزلازل وحرائق غير مسبوقة، بالإضافة إلى اجتياح جائحة "كوفيد-19"، التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأمريكيين.
وصدق الله العظيم حين قال: "وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر: 31). فجنود الله تأتي بأشكال متعددة: أوبئة، أعاصير، حرائق، زلازل، وحتى أحداث صغيرة تهز عروش الطغاة وتُثبت ضعفهم أمام قدرة الله المطلقة.
فما كان ترامب إلا أداة أخرى تُضاف إلى سجل الطغيان الأمريكي، لكنه لم يستطع النجاة من عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة. وهذا هو مصير كل من يطغى في الأرض ويتوعد المؤمنين.
سنن الله في الطغاة: مصير أمريكا إلى زوال
القرآن الكريم حافل بالآيات التي تُظهر مصير الأمم الطاغية. عاد وثمود وفرعون كانوا أممًا جبارة، لكنهم طغوا في الأرض، فأخذهم الله بعذابه.
عاد: قال الله تعالى: "فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا" (فصلت: 16).
ثمود: قال تعالى: "فأخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين" (هود: 67).
فرعون: أغرقه الله وجنوده في البحر: "فأخذه الله نكال الآخرة والأولى" (النازعات: 25).
أمريكا تسير على طريق هؤلاء الأقوام. طغيانها وعداؤها للحق يجعلها مرشحة لنهاية مشابهة. قال تعالى: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدًا" (الكهف: 59).
---
خاتمة: عبرة للمعتبرين
إن ما يحدث لأمريكا من كوارث طبيعية هو رسالة واضحة بأن الله يُمهل ولا يُهمل، وأن الطغيان مهما بلغ، فإن مصيره الزوال. الله سبحانه وتعالى يُري العالم آياته في المستكبرين ليعتبر الناس.
نسأل الله أن يعجّل بنصره للمظلومين، وأن يُرينا آياته في الطغاة والمستكبرين، وأن يحفظ المستضعفين وينجيهم من شرور الظالمين. وان يرزقنا الصلاح والإصلاح والسير في طريق النجاة وطريق الفلاح قال تعالى "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون" (هود: 117). وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....